وفي محاولة للحد من ارتفاع التضخم، قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة الأساسي من 0.1% في ديسمبر 2021 إلى أعلى مستوى خلال 15 عامًا عند 5.25%. علاوة على ذلك، تتوقع السوق زيادة أخرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى 5.5%، وهو الارتفاع الرابع عشر على التوالي منذ أغسطس. تسببت هذه السلسلة من الارتفاعات في زيادة طفيفة في العجز داخل القطاع المصرفي البريطاني، كما أشار سام وودز، نائب محافظ بنك إنجلترا يوم الثلاثاء.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهر الاقتصاد مرونة ملحوظة. وذكر وودز، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لهيئة التنظيم الحصيفة (PRA)، أن المنظمين يراقبون بيقظة الضغوط المحتملة في القطاع المصرفي. وأعرب عن تفاؤله بشأن أداء القطاع خلال جائحة كوفيد-19، ونسب الفضل في الدعم المالي والنقدي الكبير لحماية النظام المصرفي من خسائر ائتمانية كبيرة.
ومع ذلك، فقد أقر بأن العجز في القطاع المصرفي آخذ في التزايد، على الرغم من أنه أكد أنه لا يوجد سبب للقلق. وتقدر هيئة تقييم المخاطر أن ما يزيد قليلاً عن 1% من القروض العقارية متأخرة السداد حالياً. ويتطابق هذا الرقم مع المستويات التي شوهدت مؤخرًا في عام 2018، وهو أقل بكثير مما كان عليه خلال الأزمة المالية عندما بلغ ذروته عند 3.6٪.
وشدد وودز على أنه على الرغم من أن هذا الرقم آخذ في الارتفاع، إلا أنه يأتي من قاعدة منخفضة للغاية، ويراقبه المنظمون عن كثب. وأشار أيضًا إلى أن البنوك البريطانية الصغيرة تتمتع الآن برسملة أفضل بثلاثة أضعاف عما كانت عليه خلال الأزمة المالية.
تعرض القطاع المالي غير المصرفي للتدقيق في سبتمبر 2022 عندما تدخل بنك إنجلترا لمنع العديد من صناديق التقاعد في المملكة المتحدة من الانهيار بعد انخفاض أسعار السندات الحكومية والتحولات الكبيرة في أسعار الفائدة. وأكد وودز أن هيئة تقييم المخاطر تواصل مراقبة هذه المؤسسات عن كثب، وخاصة تلك التي لديها تعرض كبير لسوق العقارات في الصين، والذي يشهد حاليًا تباطؤًا.
ويأتي هذا في أعقاب انهيار العديد من المقرضين الأمريكيين الصغار في وقت سابق من هذا العام، الأمر الذي أرسل موجات صادمة عبر النظام المصرفي العالمي. وعلى الرغم من هذه التحديات الدولية، أكد وودز أن القطاع المصرفي البريطاني لا يزال قويا ويتمتع برأس مال جيد.